NESA Center Alumni Publication
Dr. Eman Ragab – Director General of the Regional Expertise Centre for Combating Drugs and Crime in partnership with the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (UNODC) at Naif Arab University for Security Sciences
25 October 2024
كيف استفادت الدول العربية من الأجندة الأممية للمرأة والامن والسلام؟
د.إيمان رجب
مدير عام مركز الخبرة الاقليمي لمكافحة المخدرات والجريمة المشترك مع مكتب الأمم المتحدة UNODC في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
نشهد هذا العام مرور 24 عام على تبني الأمم المتحدة أجندة المراة والأمن والسلام في 2000، والتي تتضمن عدة اطر استرشادية للدول والحكومات حتى تحقق اكبر استفادة ممكنة من امكانيات وقدرات المرأة، حيث ترتكن الاجندة الى اربع مرتكزات رئيسية هي المشاركة والوقاية والحماية والاغاثة والتعافي من الازمات.
فطوال الفترة الماضية، شهدت المنطقة العربية تطورات عدة تتعلق بتنامي توجه الحكومات والدول لدمج المرأة في القطاعات الامنية وأجهزة انفاذ القانون.
ومن التجارب المضيئة على المستوى العربي تجارب الاردن والامارات وتونس التي كانت سباقة في اعلانها عن تبني خطط عمل وطنية في 2018 و 2021 و 2018 على التوالي تعكس اجزاء متنوعة من الأجندة الأممية تتلاءم مع احتياجاتها الوطنية. كما تقدم كل من الكويت وقطر خبرة متميزة من حيث فتحها المجال امام المرأة للعمل في القطاعات الأمنية والهيئات المعنية بالامن السيبراني والترقي مهنيا بكل ما يتضمنه ذلك من برامج للتدريب وبناء القدرات. كما أعلنت مصر خلال أكتوبر 2024 عن برنامج مشترك مع اسبانيا ذو صلة بتعزيز دور المرأة في تحقيق الامن والسلم.
وعلى مستوى العمل العربي المشترك في المجال الأمني، تعد تجربة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي هي منظمة اقليمية تتبع مجلس وزراء الداخلية العرب تجربة مهمة في هذا الصدد، فمنذ مارس 2023 دشنت الجامعة رسميا مركز الخبرة الاقليمي لمكافحة المخدرات والجريمة المشترك مع مكتب الأمم المتحدة UNODC، وتتمثل المهمة الرئيسية للمركز في تقديم دعم استشاري لاجهزة انفاذ القانون في الدول العربية في كل ما له صلة بسياسات واستراتيجيات مكافحة الاتجار بالمخدرات وعلاج الادمان والتصدي للجريمة العابرة للحدود بكل انواعها.
ويتخذ مركز الخبرة الاقليمي من الهدف رقم 16 في اهداف التنمية المستدامة UNSDGs التي اعلنتها الأمم المتحدة في 2015 اطارا مرجعيا لمهامه وانشطته، وهذا الهدف يتقاطع مع ركائز الأجندة الأممية للمرأة والأمن والسلام خاصة تلك المتعلقة بالمشاركة والحماية والوقاية.
ومن المباديء الرئيسية الخاصة بمركز الخبرة الإقليمي مشاركة المرأة وتعزيز دورها، وتم ترجمة هذا المبدأ عمليا إلى تولي المرأة وظائف قيادية في الهيكل الخاص بالمركز وعلى رأس تلك الوظائف منصب مدير عام المركز الذي هو منصب قيادي في الهيكل التنظيمي للجامعة، وتمثل المرأة 16.3 % من اجمالي خبراء المركز المتخصصين في مكافحة المخدرات ومكافحة الجريمة العابرة للحدود ويمثلون دول عربية وغربية متعددة ويجمعون بين طابعهم المدني وكونهم ضباط يمثلون أجهزة انفاذ القانون العربية.
كما تمثل المرأة نسبة مهمة من اجمالي المشاركين والمستفيدين مما ينفذه مركز الخبرة الاقليمي من زيارات لتبادل الخبرات في كل ماله صلة باصلاح السجون والمؤسسات الأمنية، وكذلك مما ينفذه المركز من مؤتمرات اقليمية وعالمية رفيعة المستوى تختص بكل ماهو مستجد في مجال دمج التكنولوجيا الحديثة في مكافحة المخدرات والوقاية منها واستخدام ادوات تحليل البيانات المستندة للذكاء الاصطناعي في تصميم وتنفيذ سياسات فعالية لوقاية المجتمع من مخاطر المواد المخدرة والمؤثرات العقلية. ويعد مركز الخبرة الاقليمي بدمجه المرأة على هذا النحو متفردا في تجربته مقارنة بالمراكز المتخصصة الأخرى الموجودة في جامعة نايف.
وقد حصل المركز على اشادة مجلس وزراء الداخلية العرب في اجتماعه السنوي رقم 41 المنعقد في فبراير 2024 وتضمنت قرارات وتوصيات الاجتماع دعوة الحكومات العربية للاستفادة من الخدمات التي يقدمها مركز الخبرة في مجالات بناء القدرات والبحوث ودعم صنع السياسات.
بالنظر للمستقبل، يمكن القول أن فتح مساحات واسعة لدمج المرأة في المؤسسات الأمنية يحمل كثير من الفرص المتميزة أمام الدول والحكومات العربية حتى تتمكن من تعظيم الاستفادة من امكانيات المرأة بما يحقق السلام والامن الوطني ويمكنها من التصدي بفعالية لاي مخاطر وتهديدات قد تتعرض لها في المستقبل .
The views presented in this article are those of the speaker or author and do not necessarily represent the views of DoD or its components.